أعلنت شركة «أصول المتكاملة العقارية» عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة «طيبة للاستثمارات العقارية والضيافة» لإطلاق مشروع «بروجكت لايت» الذي يستهدف تجديد ثلاثة فنادق في الجهة الشمالية من المنطقة المركزية بمدينة المدينة المنورة، بإجمالي نحو 1500 مفتاح، وتحويلها إلى وجهات ضيافة عالمية المستوى، مستلهمة من الطابع العمراني للمدينة المنورة المرتبط بالإرث الإسلامي العريق.
وبموجب المذكرة، سيُؤسّس الطرفان شركة متخصصة في تطوير وتشغيل الفنادق الثلاثة ضمن شراكة استراتيجية تضمن تقديم تجارب ضيافة متفردة مدعومة بخدمات ومرافق ذات معايير عالمية، تستهدف تلبية تطلعات الحجاج والمعتمرين والزوار من مختلف أنحاء العالم.
ويهدف المشروع إلى الإسهام في تطوير قطاع الضيافة بمدينة المدينة المنورة والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، إلى جانب دعم الحركة السياحية والاقتصادية في المنطقة، وتوفير تجربة إقامة تجمع بين الثقافة والروحانية للزوار وضيوف الأعمال.
من جهته صرّح الأستاذ فراس البنيان، الرئيس التنفيذي لشركة أصول، بأن مشروع «بروجكت لايت» يشكّل محطة بارزة في مسيرة الشركة نحو ترسيخ دورها كمستثمر ومشغّل متكامل للأصول العقارية، ومحرك رئيس لبرامج إعادة التطوير الحضري في مواقع استراتيجية على مستوى المملكة. وأضاف أنّ الشراكة مع طيبة تمثّل تكاملاً طبيعياً بين قدرات أصول وخبرتها في إدارة المحافظ المعقّدة، وخبرة طيبة في سوق الضيافة بالمدينة، ما يمكّنهما من تقديم نموذج تنموي يتوافق مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030».
من جانبه، قال الأستاذ سلطان بن بدر العتيبي، الرئيس التنفيذي لشركة طيبة، إن توقيع المذكرة جاء تماشياً مع استراتيجية طيبة للتوسع في مجال الضيافة ودعم الحركة السياحية انطلاقاً من رؤية السعودية 2030. وأوضح أن مشروع «بروجكت لايت» سيسهم في تعزيز محفظة الأصول الفندقية لشركة طيبة من خلال استثمار مؤسسي طويل الأجل يسعى لصناعة تجربة حضرية متكاملة تعزّز جودة الخدمات المقدّمة لضيوف الرحمن والزوار، وترسّخ جاذبية المدينة المنورة كوجهة عالمية للضيافة والسياحة الدينية.
وتضع المذكرة إطاراً لتعاون الطرفين في دراسة المشروع وتقييم جدواه الاستثمارية والتشغيلية، تمهيداً لاستكمال الاتفاقيات النهائية وإطلاق مراحل التنفيذ الفعلية، مع استمرار التنسيق مع الجهات المعنية في المدينة المنورة لضمان مواءمة المشروع مع الخطط الحضرية والتنظيمية القائمة. ومن المتوقع أن يسهم المشروع في دعم الاقتصاد المحلي عبر خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء وبنات المنطقة، وتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة من الاستفادة من فرص التوريد والخدمات المرتبطة بأعمال التطوير والتشغيل. كما يعكس توقيع المذكرة التزام الجانبين بتطوير فرص استثمارية نوعية في المدينة المنورة وتعزيز دور القطاع العقاري السعودي كأحد محركات النمو الاقتصادي والتنويع والاستثمار المؤسسي طويل الأجل، مع دمج مبادئ الاستدامة والحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في العمليات الاستثمارية والتشغيلية من خلال تبني حلول المباني الذكية والخضراء ورفع كفاءة استهلاك الموارد.
خلفية عن شركتي أصول وطيبة
تُعد أصول المتكاملة العقارية شركة سعودية متخصصة في الاستثمار العقاري وإدارة الأصول، وتفخر بمحفظة متنوعة تشمل قطاعات السكني، والتجاري، والفندقي، والاستخدام المختلط. تُعرف الشركة بأنها تتبنّى نهجاً منظّماً في إدارة الأصول عبر تقنيات حديثة لتحقيق عوائد مستدامة.
أما طيبة للاستثمارات العقارية والضيافة، فهي شركة سعودية بارزة في قطاع الضيافة والعقارات، وتتبوّأ حضوراً قوياً في مدينتي مكة المكرّمة والمدينة المنورة، وتملك وتشغّل محفظة فندقية واسعة تمتد عبر عدة مدن سعودية. حددت الشركة نفسها كمطوّر ومشغّل للفنادق والمنتجعات والعقارات السكنية والتجارية.
هذا التعاون بين شركتين سعوديتين يعكس توجه الشركات المحلية نحو تعزيز قدراتها في قطاع الضيافة، تماشياً مع الأهداف الوطنية لتعزيز المحتوى المحلي والتنوع الاقتصادي تحت مظلة رؤية السعودية 2030.
السياق الاقتصادي والضيافي لمدينة المدينة المنورة
تحظى المدينة المنورة بمكانة محورية ضمن منظومة السياحة الدينية في المملكة، إذ يستقطب الحرم النبوي وجواره ملايين الزوار سنوياً من الحجاج والمعتمرين من مختلف البلدان. يأتي مشروع مثل «بروجكت لايت» في وقت تتّجه فيه المملكة إلى تعزيز البنية التحتية الفندقية والخدمية في المدن المقدّسة، بهدف رفع طاقة استقبال الزوار وتحسين تجربة الإقامة والخدمة.
من جانب آخر، تم الإعلان عن مشروع ضخم باسم «رؤى المدينة» في المدينة المنورة، والذي يُعد جزءاً من خطط التنمية الحضرية المرتبطة برؤية السعودية 2030، ويهدف إلى مضاعفة طاقة الإيواء والإقامة في المدينة بحلول عام 2030. (ويكيبيديا)
استثمار مثل تجديد فنادق شمال المركز مدينة المنورة، عبر مشروع ضخم بمفاتيح تصل إلى 1500 مفتاح، يمثل دفعة مهمة نحو رفع مستوى الخدمات الفندقية، وتوفير خيارات متنوّعة للمسافرين الدينيين والراغبين في الإقامة في بيئة تجمع بين الروحانيات والضيافة العصرية.
تحليل للفرص والتأثيرات الاستثمارية
إنّ تجديد ثلاثة فنادق بمفاتيح تصل إلى 1500 في المدينة المنورة يشير إلى اهتمام مضاعف بقطاع الضيافة ضمن المدن المقدّسة، وهو أمر يُعبّر عن توقع نمو الطلب على الإقامة المتميزة في الأماكن القريبة من الحرم النبوي. من الناحية الاقتصادية، مثل هذا المشروع يمكن أن يُسهم في خلق وظائف مباشرة في التشغيل (خدمة الغرف، الإدارة، الضيافة)، وأخرى غير مباشرة في التوريد والخدمات (التموين، الصيانة، النقل) مما يعزّز النشاط المحلي ويُفضي بدوره إلى تحقيق عوائد اقتصادية على مستوى المحافظة وربما على مستوى المملكة.
من جوانب الفرص:
- تجديد الفنادق قد يسمح برفع التقييم السعرّي للإقامة ورفع المعدل اليومي (ADR) الذي تتقاضاه الفنادق، مما يزيد من جدوى الاستثمار.
- الشراكة بين طرف محلي متخصص في الأصول العقارية وأحد روّاد الضيافة يجعل من المشروع نموذجاً لتكامل الخبرات — وهذا ما صرح به الرئيس التنفيذي لأصول.
- التزام المشروع بمبادئ الاستدامة والبناء الذكي يعزّز جدواه على المدى الطويل، ويتماشى مع توجهات المملكة نحو التقليل من الأثر البيئي وزيادة الكفاءة الطاقية، مما قد يجعل الفنادق محط جذب لزوار يُقدّرون القيمة المستدامة.
من جهة التحديات (على الرغم من أن الخبر لم يذكرها مباشرة، ومن باب التحليل الصحفي)، يمكن ملاحظة أن سوق الضيافة في المدينة المنورة، كما في المدن المقدّسة الأخرى، يواجه منافسة شديدة بسبب وفرة المشاريع الجديدة وتجديد الفنادق القائمة، بالإضافة إلى ضرورة التوفيق بين متطلبات التشغيل في بيئة ذات ضغط ضيف مرتفع خلال مواسم الحج والعمرة. ومن هنا فإن إنجاح المشروع يتطلب إدارة تشغيلية فعّالة وإتمام أعمال التجديد دون تعطيل التشغيل او التأثير سلباً على تجربة الضيف.
العلاقة مع رؤية السعودية 2030 وتأثيرها على القطاع السياحي
مشروع «بروجكت لايت» يرتبط بشكل مباشر بمحوريْن رئيسييْن من محاور رؤية السعودية 2030: تنمية قطاع السياحة وجعله أحد أكبر محركات النمو الاقتصادي، وتنويع مصادر الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد الكلي على النفط. إن رفع مستوى الضيافة في مدينة ذات أهمية دينية كبرى يعزّز مكانة المملكة كوجهة عالمية للسياحة الدينية والروحية، ويشكّل عاملاً جاذباً للاستثمارات الأجنبية والمحلية في هذا القطاع.
وأظهرت بيانات شركة طيبة أن محفظتها الفندقية تضم أكثر من 8 000 مفتاحاً وتعمل في سبع مدن سعودية. كذلك أفادت الشركة أنها تتوسع عبر مشاريع جديدة تفتح أبوابها قريباً مثل فندق Makarem Burj Al Madinah. وبالتالي، فإن تجديد الفنادق الثلاثة في المدينة المنورة يُعد امتداداً طبيعياً لهذا التوسع، وهو مؤشر على ثقة المستثمرين المحليين في إمكانات نمو قطاع الضيافة الدينية.
من جهة أخرى، كمية المفاتيح (1500 مفتاح) في مشروع واحد تشير إلى حجم استثماري معتبر، وهذا بدوره يمكن أن يدعم سلسلة من الأنشطة الاقتصادية المرتبطة: من الخدمات اللوجستية إلى التجزئة والمطاعم والأنشطة الثقافية والسياحية المساندة. إن إيجاد بيئة ضيافة متكاملة له تأثير مضاعف على الاقتصاد المحلي من خلال رفع إنفاق الزوار داخل المدينة، وإطالة مدة الإقامة، وتحسين الخدمات العامة والبنية التحتية.
ما ينتظر المدينة المنورة والمستفيدون من المشروع
المدينة المنورة تستفيد من المشروع من نواحٍ عدّة: أولاً، رفع مستوى الإقامة والخدمة لجيل جديد من الفنادق التي تلبّي المعايير العالمية، ما يعزّز صورة المدينة كوجهة ليس فقط للحج والعمرة، بل أيضاً للسياحة الدينية والثقافية. ثانياً، تهيئة فنادق على طراز معاصر يُمكن أن تستقطب شرائح أكثر تنوّعاً من الزوار، بما يشمل رجال الأعمال والوفود الدولية، ويخلق فرصة لزيادة الإيرادات غير الموسم الحجّ والعمرة فقط. ثالثاً، تمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المدينة من الاستفادة كمورّدة أو مزوّدة خدمات للفنادق، مما يعزّز الاقتصاد المحلي ويخلق فرص عمل.
كما أن جماليات التصميم المعماري المستوحاة من البِناء الإسلامي العريق، والطابع العمراني للمدينة المنورة، التي ذكرتها المذكرة، تضيف قيمة مميزة لتجربة الإقامة وتجعل منها جزءاً من الثقافة المحلية لا مجرد فندق فخم. هذا التمازج بين الأصالة والحداثة يُعد من نقاط التمايز التي قد تجذب الزوار الباحثين عن تجربة إسلامية فندقية بمعايير عالمية.
الروابط
- شركة أصول المتكاملة العقارية: https://www.osoolre.com/ (osoolre.com)
- شركة طيبة للاستثمارات العقارية والضيافة: https://www.taiba.com.sa/en (taiba.com.sa)




