موسم سياحي نشط يشهده شتاء جازان مع تطور كبير في الواجهات البحرية والحدائق العامة


تعيش الواجهات البحرية والحدائق العامة في منطقة جازان هذه الأيام حركةً لافتةً وإقبالاً متزايداً من الأسر والشباب من داخل المنطقة وخارجها، مستفيدةً من اعتدال الطقس الشتوي الذي يضفي على المكان روحاً نابضة بالحياة. هذا الإقبال يرافقه تنظيم فعاليات وبرامج ترفيهية متنوعة تلبي تطلعات مختلف فئات المجتمع، وتدعم الحراك السياحي المتنامي الذي تشهده المنطقة.
وبحسب المعلومات الرسمية الواردة من أمانة جازان، فقد عملت الأمانة وبلدياتها التابعة خلال الفترة الأخيرة على تطوير بيئات ترفيهية متكاملة ذات طابع جمالي، عبر تأهيل 16 واجهة بحرية بمساحة تتجاوز 1.000.000 متر مربع، بالإضافة إلى 235 حديقة عامة، وتعزيز مرافقها بمسطحات خضراء واسعة، ومناطق ألعاب آمنة للأطفال، وجلسات حديثة التجهيز، إلى جانب توفير أكشاك وأماكن تقديم المأكولات التي تمنح الزوار خيارات واسعة وتجربة مريحة وممتعة.

تُعد منطقة جازان واحدة من المناطق السعودية التي تشهد توسعاً مستمراً في القطاع السياحي خلال السنوات الأخيرة، في ضوء المشروعات التي تتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تنويع الاقتصاد وتطوير صناعة السفر.
وتشير بيانات وزارة السياحة السعودية إلى أن الاستثمار في الوجهات الساحلية يعد من المحركات الأساسية للنمو السياحي في المملكة، خصوصاً في المناطق المطلة على البحر الأحمر. وفي هذا السياق، برزت جازان باعتبارها منطقة تمتلك مزيجاً فريداً من الطبيعة الساحلية، والجزر البحرية، والجبال، ما يجعلها مؤهلة لاستقطاب شرائح متنوعة من الزوار.

وتشير تقارير دولية مثل موقع ترافل ويكلي إلى أن الوجهات البحرية ذات الطابع الطبيعي غير المزدحم أصبحت ضمن أبرز الخيارات لدى المسافرين في موسم الشتاء، وهو ما يجعل جازان ضمن فئة الوجهات المؤهلة لتحقيق نمو سريع، خصوصاً بفضل اعتدال الطقس الشتوي الذي يميزها عن العديد من الوجهات الإقليمية.

الواجهات البحرية الست عشرة التي جرى تطويرها باتت تشكّل مساحة حيوية تستقبل آلاف العائلات يومياً، خصوصاً مع توفير مسطحات خضراء ممتدة ومسارات واسعة للمشي وركوب الدراجات الهوائية.
هذه المسارات – بحسب أمانة المنطقة – صُممت لتكون متنفساً آمناً للراغبين في ممارسة نشاطهم البدني، كما تتضمن مناطق جلوس مظللة ومعايير حديثة للأمان، الأمر الذي جعلها بيئة مثالية للعائلات.

وبحسب بيانات البنك الدولي، فإن المدن التي تستثمر في المساحات العامة المفتوحة تشهد زيادة في جودة الحياة وارتفاعاً في جاذبية القطاع السياحي، وهو ما ينسجم مع توجه جازان في تحويل الواجهات البحرية إلى مركز اجتماعي ترفيهي مفتوح للجميع.

وجود 235 حديقة عامة موزعة على أحياء المنطقة ساهم في خلق شبكة ترفيهية متكاملة تتيح للأسر قضاء وقت ممتع في بيئات آمنة ومهيأة.
الحدائق تعتمد على تصميمات حديثة تشمل مناطق واسعة للجلوس، ومساحات خضراء، وألعاب أطفال بمعايير سلامة عالية، إضافة إلى مواقع استراحة توفر الخصوصية للعائلات.
وتشير تقارير منظمة المدن المستدامة العالمية إلى أن الحدائق العامة تُعد ركناً رئيسياً في تعزيز نمط الحياة الصحي ورفع مستوى الانسجام الاجتماعي، مما يمنح المنطقة إضافة نوعية تعزز جاذبيتها للسكان والزوار.

في شواطئ جازان، يزداد الإقبال على الرياضات البحرية خلال موسم الشتاء بشكل خاص، مستفيدين من صفاء المياه واعتدال درجات الحرارة.
نشاطات مثل السباحة، التجديف، والكرة الشاطئية باتت جزءاً من المشهد اليومي، فضلاً عن الأنشطة المائية الأخرى التي تشكل عامل جذب للشباب.
وتوضح تقارير مجلة ناشونال جيوغرافيك ترافلر أن السياحة البحرية تعد من أسرع القطاعات نمواً عالمياً، خصوصاً في المناطق التي تمتلك مزيجاً من الطقس المعتدل والبنية التحتية المناسبة، وهو ما ينطبق بشكل واضح على جازان.

التطور الذي شهدته الواجهات البحرية لم يكن مجرد زيادة في المساحات أو إعادة تأهيل الحدائق، بل جاء نتيجة خطة متكاملة تعتمد على تحسين جودة التجربة السياحية.
أمانة جازان – وفق تصريحاتها الرسمية – ركزت على تطوير عناصر الجذب بشكل متكامل، بدءاً من المسارات المخصصة للمشي، وصولاً إلى المواقع الخدمية مثل الأكشاك، أماكن الجلوس، والمرافق العامة.
هذه البنية الحديثة تسهم في خلق تجربة مريحة وآمنة، وتعتمد على معايير عالمية في التصميم وإدارة الوجهات الترفيهية.

وتشير دراسات جامعة هارفرد حول إدارة الوجهات السياحية إلى أن الاستثمار في تفاصيل البنية التحتية، مثل النظافة والإضاءة والممرات المنظمة، يعد أحد أهم العوامل المؤثرة في رضا الزوار»، مما ينعكس إيجاباً على السمعة السياحية للمدينة.

يتزامن الحراك الترفيهي في جازان مع التوسع الكبير في القطاع السياحي السعودي ككل، حيث تشير بيانات منظمة السياحة العالمية إلى أن المملكة باتت واحدة من أسرع الدول نمواً في استقبال الزوار على مستوى الشرق الأوسط.
وقد ساهمت مشاريع كبرى مثل تطوير البحر الأحمر، وتعزيز الوجهات الجنوبية والشرقية، في تسليط الضوء على مناطق واعدة مثل جازان، التي تجمع بين التنوع الجغرافي والموارد الطبيعية الفريدة.

كما أن المشاريع الحكومية المتعلقة بتحسين الطرق، والمطارات، والخدمات العامة، ساعدت في رفع جاهزية المنطقة لاستقبال المزيد من الزوار المحليين والدوليين، خصوصاً في المواسم الشتوية.

مع ازدياد الطلب العالمي على السفر خلال فصل الشتاء نحو الوجهات ذات المناخ المعتدل، تبدو جازان ضمن الفئات الأكثر قدرة على المنافسة.
وتشير تقارير مجلة إيكونوميست عن اتجاهات السفر العالمية إلى أن المسافرين يبحثون عن وجهات تجمع بين الطقس المناسب والأنشطة الخارجية والأسعار المتوازنة، وهي عوامل تتوفر بوضوح في جازان مقارنة بغيرها من الوجهات الإقليمية.

ويؤكد خبراء السياحة – وفق تصريحات منشورة في يورونيوز – أن الاستثمار في الوجهات الساحلية يحقق مردوداً سياحياً كبيراً، لأن تلك الوجهات تستقطب الزوار طوال العام، وليس خلال مواسم محدودة فقط، خصوصاً عندما تكون البنية الترفيهية متكاملة ومتنوعة مثلما هو الحال في جازان.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى