شهد قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط تحسناً ملموساً وتعافياً سريعاً مع استقرار الأحداث الإقليمية الأخيرة، حيث استأنفت المطارات الخليجية الرئيسية عملياتها بالكامل بعد توقف مؤقت استمر عدة أيام أثر على حركة السفر والسياحة في المنطقة.
عادت مطارات دبي والدوحة، المحورين الرئيسيين للرحلات العابرة في المنطقة والبوابة الأساسية لملايين السياح سنوياً، لاستقبال الرحلات الدولية بانتظام وبكامل طاقتها التشغيلية. كما استأنفت مطارات البحرين والكويت والرياض وأبوظبي عملياتها التشغيلية الكاملة، مما أعاد الثقة للسياح الراغبين في زيارة دول الخليج العربي والاستمتاع بوجهاتها السياحية المتنوعة.
تشير الإحصائيات الأولية إلى أن معدل الإشغال في الرحلات عاد إلى مستوياته الطبيعية خلال 48 ساعة من استئناف العمليات، مما يعكس سرعة استجابة القطاع والثقة المتجددة من جانب المسافرين حول العالم.
انتعاش كبير لأسهم شركات الطيران الأوروبية والآسيوية
شهدت البورصات العالمية ارتفاعاً استثنائياً في أسهم شركات الطيران، حيث حققت “لوفتهانزا” و”رايان إير” ومجموعة الخطوط الجوية البريطانية مكاسب تجاوزت 4% في جلسة تداول واحدة. وسجلت “إير فرانس-كيه إل إم” قفزة مذهلة بنسبة 10% في بورصة باريس، بينما ارتفعت أسهم الخطوط الجوية التركية 6.7% في بورصة إسطنبول.
هذا الارتفاع الحاد في أسعار الأسهم يعكس ثقة المستثمرين في قدرة القطاع على التعافي السريع والعودة إلى مستويات الربحية المعتادة. محللون ماليون يتوقعون استمرار هذا الاتجاه الإيجابي خلال الأسابيع القادمة مع تزايد الطلب على السفر.
استجابة فورية ومرونة عالية من شركات الطيران الخليجية
أعلنت الخطوط الجوية القطرية استئناف جميع رحلاتها المجدولة مع نشر طاقم إضافي في مطار حمد الدولي بالدوحة لضمان سلاسة العمليات وتقديم خدمة متميزة للسياح. تدير الشركة أكثر من 80% من الرحلات التي تمر عبر مطار حمد، مما يجعلها محوراً أساسياً للسفر في المنطقة.
فيما أكدت “طيران الإمارات”، أكبر شركة طيران دولية، مواصلة جدولها الزمني المعتاد باستخدام مسارات جوية آمنة ومُحسّنة. كما أعلنت الشركة عن تسيير رحلات إضافية لتعويض أي تأخير قد يكون حدث خلال فترة التوقف المؤقت.
شركة “الاتحاد للطيران” أطلقت خطة طوارئ شاملة تتضمن إعادة جدولة الرحلات المتأثرة وتقديم تعويضات للسياح الذين واجهوا إزعاجاً خلال فترة الاضطرابات. كما وفرت الشركة خدمات إضافية في مطار أبوظبي الدولي لاستيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد المسافرين.
تأثيرات واسعة على خطط السفر والسياحة الإقليمية
خلال فترة الاضطرابات التي استمرت عدة أيام، اضطرت شركات الطيران الدولية لاستخدام مسارات أطول تتجنب المناطق المتأثرة أو إلغاء رحلات معينة، مما أثر على خطط السفر لأكثر من 50 ألف مسافر يومياً. بعض الرحلات الطويلة المدى شهدت زيادة في مدة الطيران وصلت إلى ساعتين إضافيتين.
إلا أن الوضع عاد للاستقرار تدريجياً مع عودة ثقة المسافرين وإعلان شركات الطيران عن خطط تعويضية شاملة. وكالات السفر في أوروبا وآسيا أفادت بعودة الحجوزات إلى مستوياتها الطبيعية خلال 72 ساعة من استئناف الرحلات.
نفس جديد لقطاع السياحة والاقتصاد
تُعتبر هذه التطورات الإيجابية بمثابة نفس جديد لقطاع السياحة في دول الخليج العربي، خاصة مع اقتراب موسم الذروة السياحية الشتوية. العديد من شركات الطيران الآسيوية والماليزية والكورية واصلت تسيير رحلاتها إلى دبي والدوحة دون انقطاع، مما يعكس الثقة المتنامية في استقرار المنطقة وجاذبيتها السياحية.
خبراء القطاع يتوقعون نمواً قوياً في أعداد السياح خلال الأشهر القادمة، خاصة من الأسواق الآسيوية والأوروبية التي تشهد إقبالاً متزايداً على الوجهات الخليجية.