واصلت شركة الطيران Etihad Airways أداءها القياسي في الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، محقّقةً صافي ربح بعد الضريبة بلغ 1.7 مليار درهم إماراتي (463 مليون دولار) بزيادة 26% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، ما رفع هامش الربح إلى 8% من 7%. كما ارتفعت الإيرادات الإجمالية بنسبة 18% لتصل إلى 21.7 مليار درهم (5.9 مليار دولار)، مدفوعة بنمو إيرادات المسافرين 20% إلى 18.2 مليار درهم (4.9 مليار دولار)، وإيرادات الشحن 8% إلى 3.2 مليار درهم (875 مليون دولار). وارتفعت الأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك (EBITDA) بنسبة 27% لتبلغ 4.3 مليار درهم (1.2 مليار دولار)، مع تحسّن هامشها إلى 20%، فيما بلغ التدفق النقدي التشغيلي نحو 6 مليارات درهم (أكثر من 1.5 مليار دولار)، بزيادة تفوق 40%.
خلفية الشركة ودورها في قطاع الطيران
تأسّست Etihad Airways في عام 2003 في مدينة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، لتكون الناقل الوطني للعاصمة. ويكيبيديا+2etihad.com+2 خلال عقدين من الزمان، نفّذت الشركة استراتيجيات نمو وتوسّع في شبكة وجهاتها، وفي الأسطول، مع التركيز على تجربة الضيف والابتكار التشغيلي. تعتبر الشركة اليوم لاعباً رئيسياً في الربط بين الشرق والغرب، ما يجعلها محوراً هامّاً في توجهات السياحة العالمية والنقل الجوي.
على الصعيد الاقتصادي، تدعم Etihad استراتيجية التنويع الاقتصادي في الإمارات التي تسعى إلى تقليل الاعتماد على النفط وتعزيز قطاعات مثل السياحة، والخدمات اللوجستية، والنقل. لهذا فإن نتائج الشركة المالية وإنجازاتها التشغيلية لا تهمّها وحدها، بل هي انعكاس لقوة البيئة الاستثمارية والبنية التحتية في الدولة، ومن ثمّ لموقعها كرابط بين أسيا وأوروبا وأفريقيا.
تحليل تفصيلي لنتائج التسعة أشهر
نمو الإيرادات والتشغيل
أظهرت النتائج ترقّياً ملحوظاً في الإيرادات التشغيلية: فقد بلغ إجمالي الإيرادات 21.7 مليار درهم، بارتفاع سنوي 18%. هذا النمو جاء مدعوماً بشكل أساسي من قطاع المسافرين، الذي حقّق نمواً بنسبة 20% إلى 18.2 مليار درهم، مدعوماً بتوسّع السعة التشغيلية وتوسيع شبكة الوجهات. أما قطاع الشحن فارتفع بنسبة 8% إلى 3.2 مليار درهم، مع ارتفاع حجم الشحن بنسبة 6%.
مما يسجّل هو ارتفاع نسبة تحميل المقاعد (Load Factor) إلى 88%، ما يدلّ على استخدام أمثل للسعة التشغيلية.
الكفاءة التشغيلية والربحية
شهدت Etihad ارتفاعاً في EBITDA بنسبة 27% إلى 4.3 مليار درهم، مع تحسّن هامش الربح التشغيلي إلى 20% (+1 نقطة مئوية). كذلك، بلغ التدفق النقدي التشغيلي نحو 6 مليارات درهم، بزيادة تفوق 40% على أساس سنوي. هذه الأرقام تشير إلى أن النمو لم يكن فقط كميّاً، بل أيضاً نوعياً، بمعنى أن الشركة تحسّنت في إدارة التكاليف وتحقيق الإيرادات من كل وحدة تشغيلية.
التوسّع التشغيلي
بحسب بيان الشركة، بلغ أسطول الطائرات التشغيلية بنهاية سبتمبر 2025 نحو 115 طائرة، بزيادة 19 طائرة عن العام السابق. كذلك، أطلقت الشركة أو أعلنت عن عدّة وجهات جديدة خلال الفترة، مما ساهم في رفع عدد الركّاب إلى 16.1 مليون مسافر خلال الأشهر التسعة، بزيادة 18%.
هذا التوسّع في الشبكة والأسطول يعدُّ دعامة أساسية لنمو الإيرادات، لكنه أيضاً يحمل تحدياً في ضبط الكفاءات وخفض التكاليف، بما يعزّز نجاح النتائج المحققة.
تأثير النتائج على السياحة والاقتصاد الإماراتي
إن النتائج القياسية التي حققتها Etihad تشكّل إضافة نوعية للاقتصاد الإماراتي وسوق السياحة فيه. فبزيادة عدد المسافرين وتوسّع الشبكة، ترتبط هذه الزيادة مباشرة بزيادة الزوار إلى أبوظبي والدولة، ما ينعكس على الفنادق والأنشطة السياحية والخدمات المرتبطة. كذلك، نمو شحن الطائرات يسهم في تعزيز موقع الدولة كمركز لوجستي وإقليمي.
من جهة أخرى، فإن أدائها القوي يساعد في تعزيز الثقة لدى المستثمرين في قطاع النقل الجوي والسياحة في الإمارات، ويعزز قدرة الدولة على جذب شركات طيران إضافية أو كنقطة محورية للترانزيت والربط بين القارات.
الرهانات والتوجهات المستقبلية
في ضوء الأداء الحالي، يتّجه اهتمام الشركة نحو تعزيز شبكة الوجهات، وتحسين تجربة الضيف، ثم صيانة الكفاءة التشغيلية والمحافظة على الربحية. بحسب تصريح للرئيس التنفيذي، فإن التركيز سيبقى على الكفاءة وتحسين الأداء. Investing.com
في السياق الأوسع، تتطلّع الدولة إلى جعل أبوظبي محطة ربط عالمية ذات مستوى فخامة وخدمة عالية، مما سيعزّز حملات التسويق السياحي والمشاريع العمرانية المرتبطة بهذا المجال.
ما يمكن استنتاجه من النتائج
تحقق Etihad اليوم نجاحاً استراتيجياً ملموساً، إذ ليس الأمر مجرد نمو عابر بل تحوّل إلى مرحلة من الاستقرار والنمو المتسّق. إن الأداء المالي المتقدّم مع النمو التشغيلي يجعل من الشركة نموذجاً يُحتذى في الشرق الأوسط للطيران الفاخر والنمو المدروس. وكذلك، لمس قطاع السياحة والاقتصاد في الإمارات انعكاسات مباشرة وإيجابية من هذا النجاح، ما يعزّز الجاذبية العالمية لدولة الإمارات كوجهة سفر واستثمار.
استنتاج تحليلي
إن تحقيق Etihad لأفضل نتائجها في تاريخها خلال هذه الفترة ليس مجرد خبر لطائرات وأسهم، بل يعكس قدرة الدولة على مواكبة التحولات في قطاع الطيران والسياحة، والتحوّل من مرحلة تعافٍ أو توسّع عشوائي إلى مرحلة نمو متوازن ومستدام. وللقارئين المهتمين بالسياحة والاقتصاد، فإن هذا يطرح تساؤلات مهمة: كيف سيُترجَم هذا الأداء في الإيرادات السياحية لإمارة أبوظبي؟ وما هو الدور القادم الذي سيلعبه الطيران في تعزيز “الوجهة السياحية الذكية”؟ وكيف سيوازن القطاع بين النمو التشغيلي وضغط البيئة التنافسية؟




