موسم الخبر يعزّز السياحة في المنطقة الشرقية خلال شتاء السعودية

في انطلاقة قوية لقطاع السياحة السعودية خلال موسم شتاء السعودية ٢٠٢٥/٢٠٢٦ تحت شعار “حيّ الشتاء” يشهد موسم الخُبر في المنطقة الشرقية إقبالاً واسعاً من الزوار من داخل المملكة وخارجها، حيث استقطب الموسم منذ بداية فعالياته في نوفمبر ٢٠٢٥ وحتى منتصف ديسمبر أكثر من مليون زائر. وقد جاءت هذه الأرقام نتيجة تعاون فعّال بين الهيئة السعودية للسياحة والشركاء من القطاع الخاص، الذين تجاوز عددهم خمسين شريكاً في تقديم عروض سياحية وتجارب متنوعة عبر الفنادق وشركات السفر والطيران وتأجير السيارات، إلى جانب منصة روح السعودية التي ضمت أكثر من عشرين موقعاً وجولة وتجربة سياحية من خلال الخريطة التفاعلية وبرنامج الفعاليات المتنوع.

برنامج شتاء السعودية ٢٠٢٥/٢٠٢٦ ليس فعالية موسمية عابرة، بل جزء من استراتيجية وطنية طموحة تسعى إلى ترسيخ المملكة كوجهة سياحية عالمية متكاملة على مدار العام. وقد أُطلق البرنامج رسمياً في الرياض بحضور أكثر من مائة وعشرين شريكاً من القطاع الخاص، ضمن تقويم يحتوي على أكثر من ألف ومائتي منتج سياحي وما يزيد على ستمائة عرض حصري للعائلات والزوار، تشمل باقات متنوعة وتجارب مصمّمة لجميع شرائح المجتمع.

ويمتد البرنامج حتى نهاية الربع الأول من عام ٢٠٢٦، ويشمل فعاليات في مدن ومحافظات متعددة مثل الرياض، الدرعية، جدة، العُلا، وأبرزها المنطقة الشرقية التي تضم موسم الخبر. ويتنوع هذا البرنامج ليشمل أنشطة ثقافية، عروضاً فنية، تجارب عائلية، وأنشطة شاطئية متكاملة، مما يَمنح الزائر تجربة سياحية شاملة ومتكاملة ضمن باقة واسعة من الخيارات.

تفصيلاً، يمثل التركيز على موسم الخُبر جزءاً محورياً من جهود الهيئة السعودية للسياحة لتنويع المنتجات السياحية، والاستفادة من الموقع الجغرافي المتميّز للمنطقة الشرقية على الخليج العربي، الذي يوفّر مناخاً معتدلاً خلال فصل الشتاء، ومساحات مفتوحة للتجارب العائلية والترفيهية، فضلاً عن البنية التحتية المتطورة التي أسهمت في استضافة هذا العدد الكبير من الزوار. العالم اليوم

في سياق تعزيز التجربة السياحية في المنطقة، تم توقيع اتفاقية تطوير مشروع أجدان آيلاند على طول كورنيش الخبر، والذي يُعدُّ من أبرز المشاريع التي تستهدف تحويل منطقة برج مياه الخبر إلى وجهة سياحية حضرية متكاملة. ويتضمن المشروع مناطق ترفيهية وتجارية متعددة، تشمل مساحات مفتوحة للزوار، ومطاعم عالمية، ومقاهي بإطلالات بحرية، إضافة إلى مسرح مفتوح ومساحات للترفيه والتسوق، فضلاً عن مطعم بانورامي يُتيح رؤية شاملة لمدينة الخبر.

ويمثل هذا المشروع خطوة نوعية في توسيع قاعدة الخدمات السياحية في المنطقة، كما أنه يُعبّر عن توجهات المملكة في الاستثمار السياحي الرامي إلى تقديم تجارب عالمية المستوى تستجيب لتطلعات الزوار، وتعمل على جذب الاستثمارات الدولية في القطاع. وقد شارك في توقيع الاتفاقية كل من صندوق التنمية السياحي السعودي، وأمانة المنطقة الشرقية، وشركة أجدان للتطوير العقاري، في شراكة نموذجية بين القطاعين العام والخاص.

لا يتوقف تطوير القطاع السياحي في المنطقة الشرقية عند حدود موسم الخُبر، بل يمتد إلى مجموعة واسعة من المشاريع الجارية التي تسهم في تعزيز البنية التحتية السياحية. ومن هذه المشاريع المنتشرة في مختلف أنحاء المنطقة: منتجع دوست الريفي، منتجع أفاني الساحلي، منتجع الدانة إنتركونتيننتال، جزيرة المرجان، وفندق ماريوت شاطئ نصف القمر.

والمثير أن المنطقة الشرقية تحظى بحصة الأسد ضمن محفظة صندوق التنمية السياحي السعودي، إذ تمت الموافقة على ستمائة وواحد وخمسين مشروعاً تشمل مشاريع ضخمة مثل الخبر أفنيوز، منتجع الريتز كارلتون، فنادق من طراز فيرمونت ونوبو، بالإضافة إلى منتجعات كبرى مثل ريكسوس ومنتجع شهل في واحة الأحساء. وهذه المشاريع لا تضيف فقط إلى القدرة الاستيعابية للمنطقة، بل ترفع مستوى جودة الخدمات المُقدمة للزوار، وتستهدف شرائح سياحية متنوعة من مختلف أنحاء العالم.

السعودية، بفضل رؤية ٢٠٣٠، انطلقت في تحول جذري نحو تنويع مقومات اقتصادها بعيداً عن النفط، وقد جعلت من السياحة ركيزة أساسية في هذه الخطة. وتعمل الهيئة السعودية للسياحة على تطوير شبكة متكاملة من الوجهات والمشاريع التي تستهدف تعزيز الجذب السياحي، سواء من الداخل أو خارج المملكة، مع محاولة تقديم تجارب تتراوح بين الثقافية والترفيهية والطبيعية.

ويمثل برنامج شتاء السعودية أحد أبرز الحملات الكبرى التي تقوم بها الهيئة في هذا الإطار، ليس فقط على مستوى الكمية في المنتجات والعروض السياحية، وإنما في تنوعها وجودتها. فالبرنامج يهدف إلى إبراز ثراء التجربة السياحية في السعودية، مستفيداً من المناخ المتنوع الذي يتمتع به كل من المناطق الحضرية والمدن الساحلية والبيئات الطبيعية الشاسعة في المملكة، وذلك لتلبية تطلعات الزوار المحليين والدوليين على حدٍ سواء.

السياحة الشتوية تشكّل فرصة اقتصادية مهمة للدول التي تمتلك تنوعاً مناخياً وجغرافياً، فهي تتيح للسائح خيارات متعددة خلال فترة تقليدية قد تكون أقل نشاطاً في بعض الأسواق. في حالة السعودية، يقدم برنامج شتاء السعودية نموذجاً يُظهر كيف يمكن للقطاع السياحي أن يكون محركاً للنمو الاقتصادي، من خلال زيادة عدد الزوار، وتحفيز الإنفاق السياحي، وتوسيع الشراكات مع القطاع الخاص، ما يعزز من الناتج المحلي ويخلق فرص عمل في مجالات متعددة.

وبالنسبة للمنطقة الشرقية تحديداً، فإن نجاح موسم الخبر في استقطاب أكثر من مليون زائر خلال شهرين فقط يشير إلى قدرة هذه الوجهة على المنافسة ضمن الوجهات السياحية الإقليمية، كما يعكس تزايد الاهتمام الدولي بالمقومات السياحية السعودية. ومن المتوقع أن تتزايد هذه الأرقام في مواسم قادمة مع حلول مشاريع جديدة وتوسعات في الخدمات. العالم اليوم

تجربة الزائر في موسم الخبر تتجاوز مجرد الحضور إلى فعاليات، فالبرنامج صُمّم ليشمل تجارب ثقافية وترفيهية تلائم العائلات والأفراد على حد سواء، مع خيارات متنوعة في الأنشطة. وقد أظهرت منصات الحجوزات الرقمية والمنصات التفاعلية قدرة عالية على تنظيم وصول الزوار وتقديم المعلومات المفيدة لهم أثناء زيارتهم. العالم اليوم

كما أن البنية التحتية في المنطقة الشرقية، بما في ذلك الطرق والخدمات الفندقية والمرافق العامة، أصبحت مؤهلة لاستقبال أعداد كبيرة من الزوار، وهو ما يشجع المزيد من الشركات على الاستثمار في القطاع، ويعزز من مكانة المنطقة كوجهة سياحية رائدة في المملكة.

تُعد السعودية اليوم من الأسواق السياحية الصاعدة بقوة على الصعيد العالمي، ويُنظر إليها كوجهة واعدة تستفيد من موقعها الجغرافي المتنوّع وتراثها الثقافي الغني. وقد أدت المبادرات الكبرى التي أطلقتها الهيئة السعودية للسياحة، مثل شتاء السعودية، إلى وضع المملكة على خارطة السياحة الدولية، مع جذب السياح من مناطق متعددة حول العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى